منتدى انا مسلمة
أهلا وسهلا بك زائرتنا الكريمة، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فيشرفنا أن تقومي بالتسجيل معنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضلي بزيارة القسم الذي ترغبين فيه أدناه اهلا وسهلا مرة اخرى Smile
منتدى انا مسلمة
أهلا وسهلا بك زائرتنا الكريمة، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فيشرفنا أن تقومي بالتسجيل معنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضلي بزيارة القسم الذي ترغبين فيه أدناه اهلا وسهلا مرة اخرى Smile
منتدى انا مسلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى انا مسلمة


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
< Awesome Hot Pink
 Sharp Pointer
ازرار التصفُّح
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» وينكم يا بنات.
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 1:46 pm من طرف land islam

» استمع لهذا النشيد ولن تندم listen to this nasheed and you will not regret
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالسبت فبراير 09, 2013 7:45 am من طرف رشيدة

» شبل العقيدة- ابو عبد الملك - ابو خالد
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالسبت فبراير 09, 2013 7:20 am من طرف رشيدة

» المولد وأربعون عامًا قبل النبوة
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 11:34 am من طرف رشيدة

» نصائح لـ د / عائض القرني
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 11:22 am من طرف رشيدة

» نورت بيتك أختي محبة الخير
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 9:22 am من طرف رشيدة

» ما هى فوائد الكركم؟
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 8:48 am من طرف رشيدة

» نورت المنتدى أختي صدقة.
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 8:31 am من طرف رشيدة

» أطعمة يجب تجنبها عند الرضاعة .
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 11:25 am من طرف الفقيرة الى الله 152

» الشيخ أحمد ديدات رحمه الله
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 11:22 am من طرف الفقيرة الى الله 152

» أرجوا رحمة ربي و أخاف ذنوبي
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 18, 2012 11:19 am من طرف الفقيرة الى الله 152

» الحياء شعبة من الإيمان
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالسبت يوليو 14, 2012 2:23 pm من طرف dlaziziadel

» بين العلم و الجهل
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالسبت يوليو 14, 2012 2:21 pm من طرف dlaziziadel

» السلس البولي
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالجمعة يوليو 06, 2012 3:52 am من طرف وردة مغربية

» يا رب ارحمنا برحمتك
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالسبت يونيو 23, 2012 7:48 am من طرف dlaziziadel

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الفقيرة الى الله 152
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
رشيدة
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
اسلامي نبض حياتي
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
sherazed
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
عاشقة الفردوس
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
أميرة بكلمتي
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
امة الرحمن
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
مرح الجهنى
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
وردة مغربية
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 
taji hijabi
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_rcapصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Voting_barصَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Vote_lcap 

 

 صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امة الرحمن
عضوة مميزة
عضوة مميزة
امة الرحمن


عدد المساهمات : 164
نقاط : 347
تاريخ التسجيل : 21/06/2010

صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Empty
مُساهمةموضوع: صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ    صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 06, 2010 7:33 am

صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Ooouudd


فَالْقَلْبُ لَا يَصْلُحُ، وَلَا يُفْلِحُ، وَلَا يَلْتَذُّ، وَلَا يُسَرُّ، وَلَا يَطِيبُ، وَلَا يَسْكُنُ، وَلَا يَطْمَئِنُّ إِلَّا بِعِبَادَةِ رَبِّهِ وَحُبِّهِ وَالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ، وَلَوْ حَصَلَ لَهُ كُلُّ مَا يَلْتَذُّ بِهِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ لَمْ يَطْمَئِنَّ وَلَمْ يَسْكُنْ; إِذْ فِيهِ فَقْرٌ ذَاتِيٌّ إِلَى رَبِّهِ، وَمِنْ حَيْثُ هُوَ مَعْبُودُهُ، وَمَحْبُوبُهُ، وَمَطْلُوبُهُ، وَبِذَلِكَ يَحْصُلُ لَهُ الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ وَاللَّذَّةُ وَالنِّعْمَةُ وَالسُّكُونُ وَالطُّمَأْنِينَةُ . وَهَذَا لَا يَحْصُلُ إِلَّا بِإِعَانَةِ اللَّهِ لَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى تَحْصِيلِ ذَلِكَ لَهُ إِلَّا اللَّهُ، فَهُوَ دَائِمًا مُفْتَقِرٌ إِلَى حَقِيقَةِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فَإِنَّهُ لَوْ أُعِينَ عَلَى حُصُولِ مَا يُحِبُّهُ وَيَطْلُبُهُ وَيَشْتَهِيهِ وَيُرِيدُهُ، وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ عِبَادَةٌ لِلَّهِ; فَلَنْ يَحْصُلَ إِلَّا عَلَى الْأَلَمِ وَالْحَسْرَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَنْ يَخْلُصَ مِنْ آلَامِ الدُّنْيَا وَنَكَدِ عَيْشِهَا، إِلَّا بِإِخْلَاصِ الْحُبِّ لِلَّهِ، بِحَيْثُ يَكُونُ هُوَ غَايَةَ مُرَادِهِ، وَنِهَايَةَ مَقْصُودِهِ، وَهُوَ الْمَحْبُوبُ لَهُ بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ إِنَّمَا يُحِبُّهُ لِأَجْلِهِ، لَا يُحِبُّ شَيْئًا لِذَاتِهِ إِلَّا اللَّهَ . فَمَتَى لَمْ يَحْصُلْ لَهُ هَذَا; لَمْ يَكُنْ قَدْ حَقَّقَ حَقِيقَةَ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"، وَلَا حَقَّقَ التَّوْحِيدَ وَالْعُبُودِيَّةَ وَالْمَحَبَّةَ لِلَّهِ، وَكَانَ فِيهِ مِنْ نَقْصِ التَّوْحِيدِ وَالْإِيمَانِ -بَلْ مِنَ الْأَلَمِ وَالْحَسْرَةِ وَالْعَذَابِ- بِحَسَبِ ذَلِكَ، وَلَوْ سَعَى فِي هَذَا الْمَطْلُوبِ، وَلَمْ يَكُنْ مُسْتَعِينًا بِاللَّهِ مُتَوَكِّلًا عَلَيْهِ، مُفْتَقِرًا إِلَيْهِ فِي حُصُولِهِ، لَمْ يَحْصُلْ لَهُ، فَإِنَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، فَهُوَ مُفْتَقِرٌ إِلَى اللَّهِ; مِنْ حَيْثُ هُوَ الْمَطْلُوبُ الْمَحْبُوبُ الْمَرَادُ الْمَعْبُودُ، وَمِنْ حَيْثُ هُوَ الْمَسْؤُولُ الْمُسْتَعَانُ بِهِ الْمُتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، فَهُوَ إِلَهُهُ لَا إِلَهَ لَهُ غَيْرُهُ، وَهُوَ رَبُّهُ لَا رَبَّ لَهُ سِوَاهُ

وَلَا تَتِمُّ عُبُودِيَّتُهُ لِلَّهِ إِلَّا بِهَذَيْنِ; فَمَتَى كَانَ يُحِبُّ غَيْرَ اللَّهِ لِذَاتِهِ، أَوْ يَلْتَفِتُ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ أَنَّهُ يُعِينُهُ; كَانَ عَبْدًا لِمَا أَحَبَّهُ وَعَبْدًا لِمَا رَجَاهُ; بِحَسَبِ حُبِّهِ لَهُ وَرَجَائِهِ إِيَّاهُ، وَإِذَا لَمْ يُحِبَّ أَحَدًا لِذَاتِهِ إِلَّا اللَّهَ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَحَبَّهُ سِوَاهُ فَإِنَّمَا أَحَبَّهُ لَهُ، وَلَمْ يَرْجُ قَطُّ شَيْئًا إِلَّا اللَّهَ، وَإِذَا فَعَلَ مَا فَعَلَ مِنَ الْأَسْبَابِ أَوْ حَصَّلَ مَا حَصَّلَ مِنْهَا; كَانَ مُشَاهِدًا أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَهَا وَقَدَّرَهَا وَسَخَّرَهَا لَهُ، وَأَنَّ كُلَّ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَاللَّهُ رَبُّهُ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ وَمُسَخِّرُهُ، وَهُوَ مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ; كَانَ قَدْ حَصَلَ لَهُ مِنْ تَمَامِ عُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ بِحَسَبِ مَا قُسِمَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ . وَالنَّاسُ فِي هَذَا عَلَى دَرَجَاتٍ مُتَفَاوِتَةٍ، لَا يُحْصِيَ طُرُقَهَا إِلَّا اللَّهُ; فَأَكْمَلُ الْخَلْقِ وَأَفْضَلُهُمْ وَأَعْلَاهُمْ وَأَقْرَبُهُمْ إِلَى اللَّهِ وَأَقْوَاهُمْ وَأَهْدَاهُمْ أَتَمُّهُمْ عُبُودِيَّةً لِلَّهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
وَهَذَا هُوَ حَقِيقَةُ دِينِ الْإِسْلَامِ الَّذِي أَرْسَلَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ، هُوَ أَنْ يَسْتَسْلِمَ الْعَبْدُ لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ، فَالْمُسْتَسْلِمُ لَهُ وَلِغَيْرِهِ مُشْرِكٌ، وَالْمُمْتَنِعُ عَنِ الِاسْتِسْلَامِ لَهُ مُسْتَكْبِرٌ . وَقَدْ ثَبَتَ فِي "الصَّحِيحِ" عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، كَمَا أَنَّ النَّارَ لَا يَخْلُدُ فِيهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَجَعَلَ الْكِبْرَ مُقَابِلًا لِلْإِيمَانِ، فَإِنَّ الْكِبْرَ يُنَافِي حَقِيقَةَ الْعُبُودِيَّةِ


كَمَا ثَبَتَ فِي "الصَّحِيحِ" عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ ( يَقُولُ اللَّهُ الْعَظَمَةُ إِزَارِي، وَالْكِبْرِيَاءِ رِدَائِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ ) .فَالْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيَاءُ مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَالْكِبْرِيَاءُ أَعَلَى مِنَ الْعَظَمَةِ، وَلِهَذَا جَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ الرِّدَاءِ، كَمَا جَعَلَ الْعَظَمَةَ بِمَنْزِلَةِ الْإِزَارِ
وَلِهَذَا كَانَ شِعَارُ الصَّلَوَاتِ وَالْأَذَانِ وَالْأَعْيَادِ هُوَ التَّكْبِيرُ، وَكَانَ مُسْتَحَبًّا فِي الْأَمْكِنَةِ الْعَالِيَةِ كَالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَإِذَا عَلَا الْإِنْسَانُ شَرَفًا أَوْ رَكِبَ دَابَّةً وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَبِهِ يُطْفَأُ الْحَرِيقُ وَإِنْ عَظُمَ .وَعِنْدَ الْأَذَانِ يَهْرَبُ الشَّيْطَانُ

قَالَ تَعَالَى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )غَافِرٍ


وَكُلُّ مَنِ اسْتَكْبَرَ عَنْ عِبَادِةِ اللَّهِ لَا بُدَّ أَنْ يَعْبُدَ غَيْرَهُ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ حَسَّاسٌ يَتَحَرَّكُ بِالْإِرَادَةِ .وَقَدْ ثَبَتَ فِي "الصَّحِيحِ" عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ . فَالْحَارِثُ الْكَاسِبُ الْفَاعِلُ، وَالْهَمَّامُ فَعَّالٌ مِنَ الْهَمِّ، وَالْهَمُّ أَوَّلُ الْإِرَادَةِ، فَالْإِنْسَانُ لَهُ إِرَادَةٌ دَائِمًا، وَكُلُّ إِرَادَةٍ فَلَا بُدَّ لَهَا مِنْ مُرَادٍ تَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَلَا بُدَّ لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْ مُرَادٍ مَحْبُوبٍ هُوَ مُنْتَهَى حُبِّهِ وَإِرَادَتِهِ، فَمَنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعْبُودَهُ وَمُنْتَهَى حُبِّهِ وَإِرَادَتِهِ، بَلْ اسْتَكْبَرَ عَنْ ذَلِكَ; فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ مُرَادٌ مَحْبُوبٌ يَسْتَعْبِدُهُ غَيْرَ اللَّهِ فَيَكُونَ عَبْدًا لِذَلِكَ الْمَرَادِ الْمَحْبُوبِ إِمَّا الْمَالُ، وَإِمَّا الْجَاهُ، وَإِمَّا الصُّوَرُ، وَإِمَّا مَا يَتَّخِذُهُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ; كَالشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالْكَوَاكِبِ، وَالْأَوْثَانِ، وَقُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، أَوْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَّخِذُهُمْ أَرْبَابًا، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ .وَإِذَا كَانَ عَبْدًا لِغَيْرِ اللَّهِ يَكُونَ مُشْرِكًا، وَكُلُّ مُسْتَكْبِرٍ فَهُوَ مُشْرِكٌ، وَلِهَذَا كَانَ فِرْعَوْنُ مِنْ أَعْظَمِ الْخَلْقِ اسْتِكْبَارًا عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ، وَكَانَ مُشْرِكًا، قَالَ تَعَالَى وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ إِلَى قَوْلِهِ وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ إِلَى قَوْلِهِ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ غَافِرٍ .وَقَالَ تَعَالَى وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ الْعَنْكَبُوتِ .وَقَالَ تَعَالَى إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِلَى قَوْلِهِ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ الْقَصَصِ . وَقَالَ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ النَّمْلِ
وَمِثْلُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ .وَقَدْ وُصِفَ فِرْعَوْنُ بِالشِّرْكِ فِي قَوْلِهِ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ الْأَعْرَافِ

َبلْ الِاسْتِقْرَاءُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ الرَّجُلُ أَعْظَمَ اسْتِكْبَارًا عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ; كَانَ أَعْظَمَ إِشْرَاكًا بِاللَّهِ; لِأَنَّهُ كُلَّمَا اسْتَكْبَرَ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ ازْدَادَ فَقْرُهُ وَحَاجَتُهُ إِلَى الْمَرَادِ الْمَحْبُوبِ الَّذِي هُوَ الْمَقْصُودُ -مَقْصُودُ الْقَلْبِ بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ- فَيَكُونُ مُشْرِكًا بِمَا اسْتَعْبَدَهُ مِنْ ذَلِكَ

وَلَنْ يَسْتَغْنِيَ الْقَلْبُ عَنْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ إِلَّا بِأَنْ يَكُونَ اللَّهُ هُوَ مَوْلَاهُ الَّذِي لَا يَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، وَلَا يَسْتَعِينُ إِلَّا بِهِ، وَلَا يَتَوَكَّلْ إِلَّا عَلَيْهِ، وَلَا يَفْرَحُ إِلَّا بِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، وَلَا يَكْرَهُ إِلَّا مَا يُبْغِضُهُ الرَّبُّ وَيَكْرَهُهُ، وَلَا يُوَالِي إِلَّا مَنْ وَالَاهُ اللَّهُ، وَلَا يُعَادِي إِلَّا مَنْ عَادَاهُ اللَّهُ، وَلَا يُحِبُّ إِلَّا لِلَّهِ، وَلَا يُبْغِضُ شَيْئًا إِلَّا لِلَّهِ، وَلَا يُعْطِي إِلَّا لِلَّهِ، وَلَا يَمْنَعُ إِلَّا لِلَّهِ .فَكُلَّمَا قَوِيَ إِخْلَاصُ دِينِهِ لِلَّهِ كَمُلَتْ عُبُودِيَّتُهُ وَاسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَبِكَمَالِ عُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ تَكْمُلُ تَبْرِئَتُهُ مِنَ الْكِبْرِ وَالشِّرْكِ .وَالشِّرْكُ غَالِبٌ عَلَى النَّصَارَى، وَالْكِبْرُ غَالِبٌ عَلَى الْيَهُودِ .قَالَ تَعَالَى فِي النَّصَارَى اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ [url=http://www.taimiah.org/RamGen.asp?f=obed-00166&type=/SOUND/18-19] وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [/url] التَّوْبَةِ .وَقَالَ فِي الْيَهُودِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ الْبَقَرَةِ.وَقَالَ تَعَالَى سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا الْأَعْرَافِ .وَلَمَّا كَانَ الْكِبْرُ مُسْتَلْزِمًا لِلشِّرْكِ، وَالشِّرْكُ ضِدُّ الْإِسْلَامِ وَهُوَ الذَّنْبُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ قَالَ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا النِّسَاءِ .وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ـ

صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  Ooppouu

من كتاب العبودية

لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صَلَاحُ الْقَلْبِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الْحُرِّيَّةُ حُرِّيَّةُ الْقَلْبِ وَالْعُبُودِيَّةُ عُبُودِيَّةُ الْقَلْبِ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى انا مسلمة :: واحة الايمان :: ايمانيات-
انتقل الى: