:
بسْم
الله الرحمَن الرحيْم
السَلام عليكُم ورحمَة الله وبَركَاتُه
حبيْباتِي
بُنَيّاتِ المَعَالِي ... هَذِه رِسَالَة أبْعَثُهَا مِن قَلبِي المُحِب لَكُم
..
أبعثُها مُغْلفَة بصِدق المَحبَّة وعُمْقِ الوِدَاد .. سَائلة المَولَى عَزَّ
وَجَل أنْ يَنْفع بِهَا وأنْ يَجْمعْنا فِي فِرْدَوسِه الأَعْلَى علَى سُرر
مُتقابِليْن ..
لحَظات مِن وقتكِ ياحَبيْبة
مَضَت الأيَام ومَرّ عَام ... ومَاهِي إلا أيّام ويحِل عليْنا
الضَيْف الذِي نشْتَاق لَوفُوده شَوقاً يُهَدر بِه الْدَمْع ...
شَوقٌ
لِروحَانيّته .. لنِفَحَاتِه الإيْمَانِيّة .. لسَاعَاتِه التِي نشْعُر فيْها
بِلَذة نُحِبُّها و نَشْتاقها ...
حبيْبتِي لَو
أخْبرتُكِ أن مُسَابَقة ستُقام بَعْد أيّام ... جَوائِزها عَظِيْمة وقيّمَة جِدّاً
...
ورَأيَتِ الجَمِيع يَتنَافَسُون ... تِلْك تَجتهِد فِي لَمْلمَة أفكَارهَا
.. وأخرَى تقْرأ وتَتأهَب للمُسَابَقة ..
وأُخرَى تَحلُم بالهَدية ... أخبريْنِي
مَا أنتِ فاعِلة حينَها ؟؟!!
هل سَتَكتفين بالنَظر
إليْهم وتقِفيْن مكتُوفَة الأيَادِي .... لا أخالُك سَتفعلِين هَذاأبَداً ... بَل
ستَستَعديْن بكُل ماتمْلِكِين من قُوة وَ جهْد ...!!إذَن ... هَا
هُو
رمضَان آتٍ .. فُرصَة عظِيمَة لِي ولكِ
....
فأيْنَ المشَمِّرات ...
أيْن صاحِبات الهِمَم ..
!!
حبيبتي الإعْداد والتمْهِيد للعَمل من
عَلامات التَوفيْق بإذن الله
قال تعالَى :
5]ولَو
أرادوا الخرُوج لأعدُّوا لهُ عُدّة ]
حبيبتي
هذه سنوات العُمر تمضي ...
فلِمَ لا نُدرِك الأيّام المُباركة فِي
التقّرب مِن الله سُبْحَانه وطلَب رضَاه ... وجَبر تقْصِيْرنا ...
قال صَلّى
الله عليْه وسَلّم
5]أعمَار أمّتِي مابيْن السِتين إلى
السبعِين ]
أعمَارٌ قَصيرة مقارنَة بالسَابقيْن مِن الأمم ..!!
ولكِن
من نِعمَة الله سُبحَانه وتعَالي وتكْريمَه لِهّذه الأُمّة أن جَعَل لَهَا مَواسِم
خيْرات تتَضاعَف فيها الحسَنات .....
ليْلة خيْر مِن ألْف شَهر ... وعتْق مِن
النِيران ... وتُفتَح أبْواب الجَنة ... وتصْفَد الشَياطيْن ..... فِي هَذا الشَهر
المُبارك
قال صَلى الله عليْه وسَلّم :
]" إذا كَانت
أوّل ليلة من رمضَان فُتحَت أبْواب الجَنة فلَم يُغلَق منْها بَاب
، وغُلقَت
أبوَاب جَهنّم فلَم يُفتَح منْها بَاب ، وصُفدَت الشَياطِين ، وينَادي مُنادٍ : يا
بَاغي الخَير أقبِل ،
ويا بَاغي الشَّر أقصر ، ولله عتَقاء مِن النَار وذلك كُل
ليْلة "
[ رواه البخاري ومسْلم والترمِذي وغيْرهم .
]
فأيْن المشَمّرون..!!
حبَيبتِي. ... إذا حَل الضَّيف ... فأحسِنِي الإكْرَام ...
ولاتَبخَلي علَى نَفسكِ ..
لتكُن خُطواتُكِ سَريعة إستعداداً وتأهباً وشَوقاً
في التغييْر وتَدارُك السَاعَات ...
أَشعِلي فَتيْل التَغيير فِي داخلِك ...
تيَقظّي ... حضّي نفْسكِ وأوقظِي الهِمّة بعَزِيمة صَادِقة ...
وأخْلصِي النيّة
... الإخْلاص الإخْلاص الإخْلاص ياحَبيبة ..
حبيبَتي ... رمضَان فُرصة عظيمْة
للتَغيير ... فحثّي الخُطَى معَ النية الصَادقة عَلى ذلك ...
الآن طَهّري
قلبكِ.... نقّيه مِن الشَوائِب ... رمضان يستَحق مِنكِ استقْبالاً يليْق بِه ...
فكُوني سَخيّة ... ولاتشحّي ...
حَبيبتي. ...
الحِقد والحَسد نَار تفتكِ بقلبكِ أنتِ قبْل قلوب مَن ترينَهم أعْداء لكِ...
ولكن انتَصري عَلى نفسكِ ... روّضيها ... بأن ماعِند الله أغْلى ... (
والله يُحِبُّ المُحسِنيْن )
لا أحَداً منّا مَعصوم
... كلّنا خَطّاء .. وخيْر الخطاؤُون التوابُون .... فأيْن العافين ..!!
أين من
يبتغون الأجر من الله ...
حبيبْتي ابدأي الآن بهَذه الخُطوَات
:أولاً أصْدري عَفواً عامّاً عن كُل
مَن أسَاءت إليك و انتَصِري علَى نفْسك ...
واجعَلي قلْبكِ صَفحة بيْضاء صَافية
كَما هِيَ قبْل وَسْوَسة الشيْطان وتَحريضه ..
كوني تقيّة نقيّة .... وابْدأي
أنتِ ...
وتأملي معي هذا الحديث عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال :
5]لا يَحل لمُسلِم أن يهْجر أخَاه
فوْق ثلاث ليَال يلتقيان فيُعرض هَذا ويعْرض هذا وخيْرهما الذي يبدأ بالسَلام
] .
فلكِ الأجر بإذن الله ..
ثانيا
العَزيمة علَى التغْيير ... فاسْألي الله عَزوجل أنْ يرزقكِ الإخْلاص في
القَول والعَمل ...
ثالثا التَفرّغ لرمَضان مِن كل
شَاغل من أمُور الدُنيا
كالتجهيْز للعيْد في هَذه الأيام للتفرّغ فِي رمضان
للعِبادَة وهَجر الأسْواق لغيْر حَاجة ...
واستَغلي الأيّام المتبقية من شَعبان
فقد كَان صَلى الله عَليه وسَلّم يُكثر مِن الصيام فيه ...
ولم يصُم شهراً
كاملاً غيْر رمضَان ...
فصُومِي .. واحتسِبي الأجر ...
وفقَنِي
الله وإيّاكِ لِكُل خيْر ...
وحَلّ الضيْف .. أهلاً بالغَالي
الذي اشْتاقت الأرُاوح للِسّاعاتِ العامِرَة فيْه ...
اشْتقنَا للَذة
الإِفطَار ... وبَركة السُحُور ...
اشتَقنا لصَلاة التَراويح .. وصُوت المآذن
الذِي يغمُر الأرجَاء أُنسَاً ...
اشتَقنا يَا رمضان ... اشتَقنا لِكل شَيء فيْك
..
" اللهم بلّغنا "
قال الله تعالى: e]شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ] [البقرة:185].
*قَال صلى الله عليْه وسلم:
e]مَن صَام رمضَان إيمانا واحتسَابا، غفِر له ما تَقدم من
ذنْبه]
. [ متفق عليه: البخاري (1901)، ومسلم (760) ].
حَبيبتي .. كُل يَوم في رمَضان ..
فُرصَة لكِ ... فَلا تُضيعيه ...
نرَى الآن كُلٌ يتأهَب .. التجّار يتأهَبون
... والقنوات الفَضائية تتَنافَسُ فِي عَرض ما لَديها لإستِقطاب أكبَر قَدر من
المشَاهدين وبِالله المستَعان ...
وأنتِ ما فعَلتِ
أخبريْني ..!!
غَاليتي .. جاهِدي نَفسكِ .. فَهيَ أمّارة .. وأوصِدي
الأبْواب أمَام الهَوى والّلذَة ...
إنْ كُنتِ مَمّن يتُابعُون
المُسَلسَلات ومِن الشَغوفات بِها
فتوقّفي ... أسْألي نَفسكِ .. مااسْتفدتِ
؟؟... وكَم من الوَقت ضيّعتِ ..؟؟
كم حَلقة تابعتِ ...؟؟ .... ومَا النتيجة ..
هل هِي في رصِيد الحَسَنات .. !!
ياحَبيبه ... اجْعلي رمضَان خُطوة للتَغيير ..
رمضَان شَهر
القُرآن .
اشْغلِي نفسك بِه .. عَلّقي قلبَكِ به .. قِراءة .. تَدّبراً حفْظاً
...
نظّمِي وقتكِ.. وسَتغنَمي..
:
.
بعْض الأخَوات رمَضان يمضِي عِندَها كبقيَة الشُهُور
حَتى صَلاة
التراويْح لا تَقوم بأدائِها أحياناً
تُسَابق لمتَابعَة المُسَلسَل الفُلاني
وأُخرَى لأنها ستخرُج لزيارة ما وثالثة لأنها ستخرُج للسُوق .. وبالله المستَعان
.
وتِلك في المسْجد ... تعيْش روحَانية التِحام
الصُفوف .. والخُشوع والوقُوف بين يَدي الله .,
تشهَدُ مُحاضَرة بَعد انتِهاء
الصلاة ...
أو على سِجّادتِها فِي حُجرتها قائمَة خاشِعة تُمسِكُ بمصْحفِها
الذي تعلقت روحهَا به ...
فشّتان بيْن هذه وأُولئك
...
ياحَبيبه ليْس الصَوم صَومٌ عن الطَعام
والشَراب فحَسب
بل هُو صَوم الجَوارح والأركَان ... صَوم العَين عن مُتابعة
مالا يرضِى الخَالق سبحانه ...
صَوم اللسَان عن قَول الفُحش واللّغو
....
الصّوم عن فِعل ماحَرّم الله سُبحانه .. بعضهُم وبالله المُستعان ... تَسمع
الغِناء حتّى فِي رمضَان ..
مؤسِف هو الحَال ياأخيّة
... ولكِن نسأل الله الثبَات والهِداية للجَميع ..
بعْض الأخَوات تمسِك عن متَابعَة المسَلسَلات فِي وقْت النَهار إلى
أن تفْطر وبعد ذلك تَبدأ في الإنغِماس
فيْما يغضِب الله سبْحانه ... متابعة
مسَلسَل .. سهرات وإجتِماعات عَلى لغوٌ ولهو ..
تجُوب فِي الأسْواق تجهيزاً
للعِيد ورُبما بلا حاجَة ... رمضَان عندها كَسائر الشُهور ...
بل حالُها فيه
أسوأ ...
والسَاعات الأخيْرة من الليل .... تضيْع إما في النّوم ... أو
السّهر علَى ما لايُرضي ...
غاليَتي في
رمضَان .. اجعلِي وقتكِ كُله لله ..
تقرّبي مِن الله تجديْن الأنْس والغنى به
سُبْحانه ...
وتأمَلي حَال السَلف كيْف كانُوا فِي رمضَان ..
كانًوا
يتركون العِلم تفرغاً للقُرآن والعبَادة !!
*
كان الزُهري إذا دَخل رمضَان يفِر من قراَءة
الحَديث ومجالسَة أهلِ العلْم
ويقبِل على تِلاوة القُرآن مِن المصحف،
* وكان سُفيان الثَوري إذا دخَل
رمضَان ترك جَميع العِبادة
وأَقبل عَلى قراءة القرآن.
سبحَان
الله .. وفلانة لا تستَطيع أن تتْرك مسَلسَلاً ماجناً
فِي رمضَان .. خَير الشُهور ...
غاليَتي ...
قَد تقُولين أنَا
يضيْع وقتِي في رمضَان فِي الوُقُوف طيْلة وقْتِ النهَار في المَطبخ إعْداداً
للإفطَار ...
لا ياغَالية ...
نحْن في إجَازة ... ولو احتسَبتي وقتكِ فِي المطبَخ لله
.. لن يضيْع الأجر ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
" من فطَّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر
الصائم شيئاً "
[ صحيح / صحيح الجامع، 6415
]
فاحتسبِي الأجر في إعداد الإفطار لهُم ..
لَن يضيْع أْجركِ
عند الله . .. اجعلِي
في الَمطبخ جَهاز تسجْيل
واستمِعي لإذاعة القُرآن/ مُحاضرة /تلاوَةِ خاشِعة ...
فَعن تجربة .. تشعُرين بِلذة عجِيبة وأُنس وزيَادة معْرفة ..
أُحِب دائماً
في رمضَان وغَيره تشغيل إذاعة القُرآن في المَطبخ إن توفر المسَجل هُناك ..
في
إحْدى السَنوات .. كنْت وانا اعمل فِي المطبَخ مع أمّي ..
أقُوم بتشغِيْل شريْط
قرآن لقاريء يعجبْني صوته جِدّاً ... فحفظت معَه قدراً كبيْراً من السورة حينها
..
وحِفظي فيْها الآن ممتاز وأراهَا مِن أسهَل السُور بالنسبَة لي بينما البَعض
تراهَا صْعبة بِالنسبَة لهَا ...
سبْحان
الله ..
* فِي البُخاري عن عَبد الله بن مسْعود
رضِي الله عنْه قال: قال رسُول الله صَلى الله عليْه وسلّم :
{ اقرأ عَلي }، فقُلت: أقرأ عليْك
وعليْك أنزِل؟! فقَال:
{ إني أحِب أن أسْمعه
من غَيرِي }
قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت:
[ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ
بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ]
[النساء:41] قال: { حسبُك }، فالتفَت فإذَا عيْناه تَذرفَان.
لو استغلينا لَحظاتُنا جيّداً لما ضَاعت سويعاتِنا هبَاء
...أيْضاً بعد المغرب .. بَدلاً من الإجتماع
على المُسلسَلات والبرامِج اللاّفائِدَة منها ..
اهتمي بمتَابعة برنامج يفيدكِ
.. أو ليَكُن لكِ ورداً مِن الحفظ تقوميْن بحفظه تلك السَاعة أو تفسير ..
لأن
بعْض الاخوات قد تُعاني من اجتماع العَائلة على إحْدى المسلسلات ...
فتكُن تِلك
فرصة لها للحِفظ أو التفسير... ولكِن حاولي الإنكَار عليْهم لعلّكِ توقظِين غفلتهُم
...
أيضَاً بعْد صَلاة التراويح اكملي وردكِ من القِراءة الذي تحددينَه لنفسكِ يومياً ...
ليَكُن
لكِ نصُف جزء او جِزء بَعد التَراويح.. أو احْضري مجلِس ذِكر
كمحاضرة في إحْدى
المسَاجد أو الُدور ...
أو زيَارة لقريبة لكِ ولكِن تجنبي المَحظُور ..
سَواءً في لباسكِ حَديثكِ ..
ولاتطِيلي احتسبيْها صِلة َرحِم تتقربين بِها إلى
الله سبْحانه ...
وقت السّحر ياصَديقة
... ليكُن وقتُ خلوة لكِ مع الله سبْحانه .. تناجينه ..
تسْألينه ما شئتِ ... تستَغفرينه ..
سُويعات فيها من اللذة مَالا يشْعر بها إلا
مَن تذوقها ...
﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ
بِاْلأَسْحَارِ ﴾ [ آل عمران: 17 ]
فتذوقيْ هذه
اللّذة في هذا الشهر الفضيْل ولتكن بداياتكِ في الحِرص على القيَام
إن لم تكوني
من أهلِه ..
*كان ابن عمر يقرأ هذه الآية:
[ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً * وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ
وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ] [الزمر:9].
قال: ذاك
عثْمان بن عفان رضي الله عنه،
قال ابْن أبي حاتم: وإنما قال ابن عُمر ذلِك لكثْرة صَلاة أميْر المؤمنين عثْمان
بالليل وقراءته حتَى أنه ربَما قرأ القرآن في ركْعة.*وعَن علقمة بن قيَس قال:
(
بت مَع عبْدالله بن مسْعود ليلة فقَام أول الليْل
ثم قَام يصلِّي،
فكان يقْرأ قراءة الإمام في مسجِد حيه يرتل ولا يرُاجع، يسْمع
من حَوله ولا يرجع صَوته،
حتى لم يبْق من الغلس إلا كمَا بين أذان المغرب إلى
الانصِراف منها ثم أوتر )
ياغاليَة بعد صلاة
الفجْر .. ابقَي في مصلاكِ أكثري الإستغْفار والتسبِيح وذكْر الله وقراءة
القُرآن
حتّى تُشرق الشمْس ثم صلّي ركعَتين فقَد جاء في فضل ذلك
عن النبي
صلى الله عليه وسلّم أنه قال:
{ مَن صلى
الفجْر في جمَاعة
ثم قَعد يذكر الله حتّى تطلع الشَمس ثم صلّى ركعتَين كانَت له
كأجْر حجة وعُمرة تاَمّة تامّة تامّة } [صححه
الألباني]
وللمَرأة نصِيب مِن ذلك بإذن الله ... فليَكُن ذاك بِداية فِي
رمضَان إن لم يكُن ديدنُكِ فِي سَالف الأيام ..
﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا ﴾ [ الإسراء: 78 ].
وأوصيْكِ
بالقرآن ياحبيبة .. القرآن .. القرآن .. القرآن ..
ليَكُن هو رفيقُكِ في رمضان .. فاحْرصي علَى
ختمِه .. وأكثِري من تِلاوته وتدبره ..
فقَد كَان للشافعي في رمَضان ستون ختْمة،
يقرؤها فِي غير الصلاة،
وكّان قتادة يختِم فِي كل سبْع دائماً، وفِي رمضِان في
كل ثَلاث، وفِي العَشر الأواخر فِي كل ليْلة
أيضاُ ياحَبيبه .. أكْثري مِن ذكر الله
فَهو حَياة للقلْب
وأكثري من الإسْتغفار والدُعاء... للصَائم دعْوة لا تُرد
فاحْرصي على الدعاء في كُل وقْت ...
ألحي فِي الدعاء فإن الله يُحب الملحيْن في
الدعَاء ..
واحرصِي عَلى الصَدقة في رمضان فالرسول صَلى الله عليْه وسلّم كان أجْود
مايَكون في رمضَان
وكان أجْود من الريْح المُرسلة .. احرصِي عَلى إفطَار
الصائمين ..
ابعثِي بطَبق إلى جيرانكِ .. إلى المسجد حيثُ يكُون هُناك إفطار
للصائمِين .. ولاتحرمِي نفسكِ الأجر ...
* قَال بعْض السَلف لأن أدعو عشْرة
مِن أصحَابي فأطعِمهم طعَاماً يشتهُونه أحَب إلى مِن أن أعتق عَشرة مِن ولَد
إسْماعِيل.
تحرَّي ليْلة القدر .... فهي خيْر من ألف شَهر
.. من حُرم خيْرها فقد حُرم ..
كان صلى الله عليْه وسلم يتحراها في العشْر
الأواخر من رمضَان
*{ من قَام ليْلة القدر
إيمَاناً واحتساباً غفِر له ما تقَدم من ذنبِه } [أخرجه
البخاري ومسلم
*وعَن عَائشة ؤضي الله عنْهَا قالَت: يا رسُول الله إن وافقَت
ليلة القَدر ما أقُول؟ قال:
{ قولِي اللهم إنك
عَفو تحب العَفو فاعفُ عنّي } [رواه أحمد والترمذي
وصححه الألباني].
ياغاليَة اخلصِي النية لله عزوجل وابتغِي رضَاه ..
ليَكن بينكِ وبين الله سَريرة لا يعلمُها أحَد .. فِي رمضان وفي كل الشُهور ...
عمَل تتقربين بِه
إلى الله لا يعْلم به أحَد من اهْل الأرض
كان أحد التابعين يُدعى أيوب السخيتاني ربّما حدّث بالحديث
فيَرق فيلتفت فيتمخط ويَقول:
ما أشَد
الزكام؟ يتَظاهَر بأنّه مزكُوم ليُخفِي عَنِ الناسِ
بُكاءَه .
*وكَان يقُوم الليْل كله فيخُفي ذلك
فإذا كَان عنْد الصباح
رفَع صَوته كأنه قام
تلْك السَاعة.
*وعَن ابن أبي عُدي قال: ( صَام داود بن أبِي هند أربعين سَنة
لا يعلَم به أهْله
وكان خرازاً يحمِل معَه غذاءه من عنَدهم فيتَصدق به في الطريْق،
ويرجع عشياً
فيفطِر معهم ).
فليُكًن ذاك دأبُنا ولنحذُوا
حذوهُم ولنتخلّق بأخْلاقهم ..
::
مُحاضَرةَ رصيدُك فِي رَمَضَان _ للشيْخ د : عَبْد المِحْسِن الأَحْمَد _ حفظه الله _http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56323: